|
|||||||||||||
|
الدخيري في زيارة رسمية للمقر الرئيسي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بالسودان
في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد عقب اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023، وفي إطار حرص المنظمة العربية للتنمية الزراعية على مواصلة دورها التنموي رغم التحديات، قام معالي البروفيسور إبراهيم آدم أحمد الدخيري، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، بزيارة تفقدية إلى مقرها الدائم بالعاصمة الخرطوم.
استهل معاليه الزيارة برفع علم المنظمة وعلم جامعة الدول العربية على ساري المبنى في حي العمارات، إيذانًا باستئناف العمل رسميا من المقر الرئيسي بالخرطوم، وذلك بحضور والي ولاية الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، ومدير الإدارة العامة لتأمين المرافق والمنشآت اللواء شرطة قاسم أمين كاكتلا، إلى جانب عدد من قيادات الشرطة وممثلي وسائل الإعلام. وخلال الزيارة، تفقد المدير العام مرافق المبنى، واطلع ميدانيا على حجم الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية نتيجة الاعتداءات التي نفذتها المليشيا المتمردة، والتي طالت الوثائق والأصول.
وأشاد معاليه بجهود شرطة تأمين البعثات والمنظمات الدولية في الحفاظ على ممتلكات المنظمة في ظل الانفلات الأمني الذي شهدته العاصمة، مؤكدا أن العودة للعمل من الخرطوم رسالة واضحة بأن السودان قادر على استعادة عافيته ومؤسساته.
وبحث البروفيسور الدخيري سبل تعزيز التعاون بين المنظمة وحكومة ولاية الخرطوم في مجالات الأمن الغذائي، وإعادة تأهيل مشاريع الري، خاصة تلك التي دمرت خلال النزاع، بما يشمل مشاريع الري في سوبا، والمناقل، وجزء من ترع الجزيرة.
وفي إطار برنامج الزيارة، التقى المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بالمدير التنفيذي لبنك الخرطوم، الدكتورة لمياء كمال ساتي، حيث ناقش الطرفان التقدم المحرز في تنفيذ منصة نهر النيل للتحول الزراعي، والتي تُعدّ المنصة السادسة على مستوى السودان ضمن مبادرة التحول والتكيف في النظم الزراعية والغذائية التي أطلقتها المنظمة بالتعاون مع شركاء التمويل.
وقد أشادت الدكتورة لمياء بالشراكة مع المنظمة، مشيرة إلى أن "إرادة للتمويل الأصغر" – الذراع التنموية لبنك الخرطوم – وفّرت تمويلات لصغار المزارعين تجاوزت 2.5 مليار جنيه سوداني خلال العام المنصرم، ساهمت في دعم الإنتاج الزراعي والبستاني في ولايات نهر النيل، والجزيرة، والقضارف.
كما أعلنت عن خطة البنك لتوسيع تمويل سلاسل القيمة، خاصة في ما بعد الحصاد، من خلال توفير مخازن مبردة وغير مبردة، ومراكز لتجميع المحاصيل، مما يعزز استدامة الإنتاج ويحد من الفاقد الزراعي الذي يُقدّر بأكثر من 30% في بعض المحاصيل. من جانبه، أكد البروفيسور الدخيري أن المنظمة ماضية في تنفيذ برامجها الاستراتيجية، لا سيما تلك المرتبطة بالأمن الغذائي في المناطق الهشة، ومناطق العودة الطوعية، ومناطق النزوح، عبر برامج الإغاثة الزراعية والتأهيل المجتمعي.
كما شدد على ضرورة تحديث الخطط التشغيلية للمنظمة بما يتماشى مع التطورات الجارية في البلاد، داعيًا إلى تعزيز التنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في القطاع الزراعي، لتكثيف الدعم والمساهمة في إعادة بناء القطاع الذي يمثل أكثر من 35% من الناتج المحلي الإجمالي للسودان. تأتي هذه الزيارة تأكيدًا على التزام المنظمة العربية للتنمية الزراعية بدورها المحوري في دعم الدول الأعضاء، ومواصلة العمل من داخل السودان كشريك أساسي في جهود التنمية وإعادة البناء، رغم التحديات والصعوبات التي فرضتها الحرب.
|
|
|||||||||||
جميع الحقوق محفوظة - المنظمة العربية للتنمية الزراعية © |