|
|||||||||||||||||||||||
|
كلمة معالي الدكتور طارق بن موسى الزدجالي المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في افتتاح الدورة (34)للجمعية العامة للمنظمة الخرطوم–جمهورية السودان 11 – 14 شعبان 1437هـ الموافق 18 – 21/5/2016م
بِسْمِ اللَّه الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ والصَّلَاَةُ وَالسّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْعُرْبِيِّ الْكَرِيمِ سِيَادَةُ اللِّوَاءِِ الرُّكْنَ عُبِدَ الرَّحْمَنُ صَادَقَ الْمُهُدِيُّ مُسَاعِدُ رَئِيسِ جُمْهُورِيَّةِ السُّودَانِ رَاعِي الْحُفَّلِ أَصِحَابَ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ الْوُزَرَاءَ وَرُؤَسَاءَ الْوُفُودِ وَالسُّفَرَاءَِ وَالضُّيُوفَ، الْحُضورُ الْكَرِيمُ
السّلَامُ عَلَيكُمْ وَرحمة اللَّهِ تَعَالَى وبركاته،
وَبَعْدَ، فَإِنّهُ لِقَاءٌ يَتَكَرَّرٌ كُلَّ عَامَّيْنِ يُرَاجِعُ فِيهِ عُمِلُ مُنَظَّمَتِكُمْ الْعَرَبِيَّةِ لِلتَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ لِعَامَّيْنِ مُنْصَرِمَيْنِ وَتَبَلْور فِيهِ خُطَّة عَمَلِهَا لِعَامَّيْنِ قَادِمِينِ، فَمَرْحَباً بِكُمْ - أَصِحَاب الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ مُمَثِّلِي الدُّوَلِ الْأَعْضَاءَ الْمُشَارِكِينَ فِي هَذَا الْاِجْتِمَاعَ - فِي الْمَقَرِّ الرَّئِيِسيِّ لِمُنَظَّمَتِكُمْ الَّذِي اِحْتَضَنَتْهُ السُّودَانُ لِعُقُودِ أَرْبَعَةٍ وَيُزَيِّدُ، فَلِلسُّودَانِ الْعَزِيزِ رَئِيساً وَحُكُومَةً وَشِعْباً كُلُّ التَّقْديرِ عَلَى مَا تَتَلَقَّاهُ الْمُنَظَّمَةُ مِنْ رِعَايَةٍ وَعِنَايَةٍ. وَكُلُّ الشُّكْرِ عَلَى مَا قَدَمَتْهُ مِنْ تَسْهِيلَاتٍ قِيمَةٍ لِضَمَانِ عَقْد هَذَا اللِّقَاءِ فِي أَحُسْنِ الظُّروفِ، وَالشُّكْرُ مَوْصُولٌ كَذَلِكَ إِلَى مَعَالِي البروفسير إبراهيم آدَم أَحَمْد الدخيري، وَزُيِّرِ الزِّرَاعَةِ وَالْغَابَاتِ، عَلَى مَا لَقَّيْنَاهُ مِنْ تَجَاوُبٍ كَامِلٍ وَاِسْتِعْدَادٍ تَامٍ لَدَيهَ طِيلَة الْإِعْدَادِ لِهَذَا اللِّقَاءِ الزِّرَاعِيِّ الْعُرْبِيِّ الْمُهِمِّ. وَتُزَيِّدُ سَعَادَتِنَا بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةَِ لِلرِّعَايَةِ الْكَرِيمَةِ مِنْ لَدُنْ سِيَادَة الدُّكْتورِ جَلَاَل يوسف الدقير مُسَاعِد رَئِيس جُمْهُورِيَّةِ السُّودَانِ لِاِفْتِتَاحِ أَعُمَّالِ هَذِهِ الدَّوْرَة، فَلَهُ مَنَّا الشُّكْرُ الْجَزِيلُ وَالتَّقْديرُ الْعَظِيمُ. وَالشُّكْرُ كَلَهُ لِدَوْلَةِ الْكُوَيْتِ الْحَبيبَةِ لرئاستِها الْمُوَفَّقَةِ لِلدَّوْرَةِ السَّابِقَةِ لِلْجَمْعِيَّةِ الْعَامَّةِ، فَلَهَا مَنَّا الْاِمْتِنَانُ كَلُهُ لِرِيادَتِهَا فِي الْعَمَلِ الْعُرْبِيِّ الْمُشْتَرِكِ وَالْإِنْسَانِيِّ عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَالَمِيِّ مُتَطَلِّعِينَ إِلَى اِسْتِمْرَارِ دَعْمِهَا الْمَعْهُودِ لِكَافَّةِ بَرَامِجِ وَأَنْشِطَةِ الْمُنَظَّمَةِ. وَوَاجَبُ الشُّكْرِ الْجَزِيلِ لَكُمْ أَصِحَابُ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ مُمَثِّلِي الدُّوَلِ الْأَعْضَاءِ لِحِرْصِكُمْ عَلَى الْمُشَارَكَةِ فِي اِجْتِمَاعَاتِ الدَّوْرَةِ الْحَالِيَّةِ لِلْجَمْعِيَّةِ الْعَامَّةِ، وَتَأْكِيدِ دُوَلِكُمْ الْاِسْتِمْرَارِ فِي دُعُم بَرَامِجِ وَأَنْشِطَةَِ الْعَمَلِ الْعُرْبِيِّ الْمُشْتَرِكِ فِي الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ وَالتَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ مِنْ خِلَالَ مُنَظَّمَتِكُمْ الْعَرَبِيَّةِ لِلتَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ، فَمَرْحَباً حَلَّلْتُم وَسَهِلًا نَزِلْتُم. سِيَادَةُ مُسَاعِدُ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ أَصِحَابُ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ الْحُضورُ الْكَرِيمُ إِنّنَا فِي الْمُنَظَّمَةِ الْعَرَبِيَّةِ لِلتَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ نُدِرُّكُ تمَام الْإِدْرَاكِ بِأَنَّ مَحْدُودِيَّةََ الْقَاعِدَةِ الْمُوَرَّدِيَّةِ الزِّرَاعِيَّةِ وَبِخَاصَّةِ الْمِيَاهُ، وَوُقوعَ مُعَظَّمِ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ فِي مَنَاطِق جَافَّةٍ، إِلَى جَانِبِ الْفَجْوَةِ التِّقْنِيَّةِ وَقُصُورِ التَّمْوِيلِ لِلْقطَاعَيْنِ الزِّرَاعِيَّ وَالسَّمَكِيَّ، وَنُضَيِّفُ إِلَى هَذَا وَذَاكَ الْأَزْمَاتِ وَالظُّروفَ غَيْرَ الْمُواتِيَةِ الَّتِي تَشَهُّدَهَا - فِي السّنوَاتِ الْأَخِيرَةِ - أَجِزَاءً مَنْ وَطُنَّنَا الْعُرْبِيِّ، تَنْعَكِسُ سَلَباَ عَلَى مَسِيرَةِ التَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ وَأَوْضَاعِ الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ فِي الْمِنْطَقَةِ الْعَرَبِيَّةِ كَكُلَّ، وَهَذَا مَا يَسْتَوْجِبُ تَعْزِيزُ التَّنْسِيقِ وَالنُّهُوضِ بِالتَّكَامُلِ الْعُرْبِيِّ عَلَى قَاعِدَةِ الْمِيزَاتِ النِّسْبِيَّةَِ وَالْكَفَاءةِ الْاِقْتِصَادِيَّةَِ اِسْتِنَاداً إِلَى مَفْهُومِ الْاِكْتِفَاءِِ الذَّاتِيِّ الْعُرْبِيِّ الْمُسْتَدامِ لِسِلَعِ الْغِذَاءِِ الرَّئِيِسيَّةِ عَلَى الْمُسْتَوَى الْقَوْمَِيِّ وَلَيْسَ الْقُطُرِيَّ وَلَكُنَّ يَجُبُّ أَلَا يَكُونَ ذُلُّكَ بِأَيِّ ثُمْنٍ وَتَحْتَ أَيَّ ظَرْفٍ وَإِنَّمَا يَكْوُنُّ وَفَقَاً لِلْجَدْوَى الْفَنِّيَّةِ والبيئيةِ وَالْاِقْتِصَادِيَّةَِ وَفِي مُنَاخِ اِسْتِثْمَارَي يَضمنُ حُقوقَ كَافَةِ الْأَطْرَافِ وَيُحَقِّقُ الْجَدْوَى الْإِنْتَاجِيَّةَ وَالْاِقْتِصَادِيَّةَ. إِنْ التَّفْكِيرَ الْجَادَّ فِي إيجاِد آلِيَّةٍ عَرَبِيَّةٍ لِتَمْوِيلِ التَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ وَالْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ كَمَا طَالِبُنَا دَائِماَ وَمُنْذُ سُنِّيِّينَ عَدِيدَةٍ وَأُعَدِّدُنَا دَرَّاسَةً مُعَقِّمَةً لِهَذِهِ الْآلِيَّةَِ كَوْنَهَا تَعْتَبِرُ الْمُحَرِّكَ الرَّئِيِسيّ لِلنُّهُوضِ بِالْإِنْتَاجِ الزِّرَاعِيِّ وَالسَّمَكِيِّ الْعُرْبِيِّ لِتَقْليصِ الْعَجُزِ فِي إِنْتَاجِ الْغِذَاءِِ، فَقَضَايَا الْعَجُزِ وَالْفَجْوَةِ الْغِذائِيَّةِ قَضَايَا جَادَّةٌ لَا تَتَحَمَّلُ إِطْلَاقَ الْإعْلَاَنَاتِ فِي الْمَحَافِلِ الدَّوْلِيَّةِ وَالْمُشَارَكَةِ فِيهَا كَمَا أَنّهَا لَا تُحلُّ بِالسَّعَِيِّ وَراءِ التَّمْوِيلِ الْمَحْدُودِ خَارِجِ الْإِطَارِ الْعُرْبِيِّ وَإِنَّمَا يَجُبُ التَّعَامُلُ مَعهَا مِنْ خِلَالِ تهيئةِ الْمُنَاخِ الْمُنَاسِبِ وَوَضْعِ آلِيَّاتٍ فَاعِلَةٍ تَتَعَامَلُ إِيجَابِيَّاً مَعَ أَهُمْ الْقَضَايَا الَّتِي تَمَسُ الْمِنْطَقَةً الْعَرَبِيَّةَ حَاضِراً وَمُسْتَقْبِلاً. وَفِي هَذَا الْإِطَارِ، يَأْتِيَ تَنْفِيذُ الْإِسْترَاتِيجِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ لِلتَّنْمِيَةِ الزِّرَاعِيَّةِ الْمُسْتَدامَةَِ 2005- 2025، الَّتِي تَقَومُ عَلَى سَبْعَةِ بَرَامِج رَئِيِسيَّةٍ، تُغَطِّيَ كُلَّ الْمَجَالَاتِ الْمُرْتَبِطَةِ بِمَوْضُوعِ الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ، وَإِنّهُ لِمَنْ حَسُنَ الطَّالِعُ أَنْ نُلَاحِظَ الْيَوْمَ أَنَّ بَرَامِجَ هَذِهِ الْإِسْترَاتِيجِيَّةَ غَطَّتْ ( 9) تِسْعَةَ مِنَ الْأَهْدَافِ السَّبْعَةََ عُشُرَ لِلتَّنْمِيَةِ الْمُسْتَدامَةَِ، الَّتِي أَقَرَّتْهَا الْجَمْعِيَّةُ الْعَامَّةُ لِلْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ خِلَالَ شَهْرِ سِبْتمبَرِ الْأَخِيرِ، وَهُوَ مَا يُؤَكِّدُ حَصَافَةَ التَّوَجُّهِ الْعُرْبِيِّ فِي هَذَا الْمَجَالِ. وَمِنْ أَهمْ رَوَافِدِ هَذِهِ الْإِسْترَاتِيجِيَّةَِ، يُمكنُ أَنْ نَذْكُرَ الْبَرْنَامَجَ الطَّارِئَ لِلْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ الْعُرْبِيِّ وَخُطَّتِهِ الإطارية التَّنْفِيذِيَّةَ الَّتِي تَنْفَذ حَالِيَّاً عَلَى مُسْتَوَى الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ، بِمُتَابَعَةٍ مُكَثِّفَةٍ مِنْ مُنَظَّمَتِكُمْ، وَقَدْ بَلَغَ عَدَدُ الْمَشْرُوعَاتِ الْمُنَفِّذَةَ حَتَّى الْآنَ ضِمْنَ هَذَا الْبَرْنَامَجَ ثـمانمائة وسبعين (870) مَشْرُوعَاً نفذتْهَا الدُّوَلُ الْعَرَبِيَّةُ، مِنهَا ستمائة واحدى وثـمانون (681) بَلَغَتْ كُلِفَتُهَا الْاِسْتِثْمارِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ سبعة وعشرين (27) مِلْيَار دُولَارٍ، وَهُوَ مَا نَجْمٌ عَنهُ وَكَنَتِيجَةِ مُبَاشَرَةٍ، تحسينُ إِنْتَاجِ مُعَظَّمِ مَجْمُوعَاتِ السِّلَعِ الْغِذائِيَّةِ النَّبَاتِيَّةِ وَالْحَيَوَانِيَّةِ وَالسَّمَكِيَّةِ، وَاِرْتِفَاعُ الْمُتَاحِ لِلْاِسْتِهْلَاكِ، وَمُعَدَّلَاتُ الْاِكْتِفَاءِ الذَّاتِيِّ مِنهَا فِي الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ، إِلَى جَانِبِ تَرَاجُعِ الْفَجْوَةِ الْغِذائِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي اِنْخَفَضَتْ مِنْ أَكْثَرِ مِنْ ستة وثلاثين (36) مِلْيَار دُولَارٍ فِي عَامِّ 2012م إِلَى نَحوِ اربعة وثلاثين(34) مِلْيَار دُولَارٍ عَلَى الرَّغْمِ مِنَ الظُّروفِ غَيْرَ الْمُنَاسَبَةِ الَّتِي تَمرُ بِهَا بَعْضُ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي تَتَمَيَّزُ بِإِنْتَاجِيَّتِهَا الزِّرَاعِيَّةِ الْفَاعِلَةِ وَالْمُؤَثِّرَةِ. سِيَادَةُ رَاعِي الْحُفَّلِ أَصِحَابُ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ الْحُضورُ الْكَرِيمُ إِنْ الْأَمْنَ الْغِذَائِيَّ الْعُرْبِيَّ يَجُبُّ أَنْ يُدْعّمُ بِتَنْمِيَةِ زِرَاعِيَّةٍ فَاعِلَةٍ وَمُسْتَدامَةٍ، وَهَذَا تحدٍ يَتَطَلَّبُ الْإِبْدَاعَ وَالْاِبْتِكَارَ لِمُوَاجَهَتِهِ وَالْبُعْدِ عَنِ التَّقْلِيدِيَّةِ الْقَائِمَةِ عَلَى النَّظِرَةِ الْقِطاعِيَّةِ الْبَحْتَةِ، فَهَذَا الْمَوْضُوع تَتَدَاخَلُ فِيهِ أَبِعَادٌ عَدِيدَةٌ، كَنُدْرَةِ الْمِيَاهِ، وَتُدَهْوِرِ الْأَرَاضِي، وَالْفَجْوَةِ التِّقْنِيَّةَ، وَتُغَيِّرِ الْمُنَاخِ وَالْحُصُولِ عَلَى الطَّاقَةِ، فَالْأَمْنُ الْغِذَائِيِّ وَالْمِيَاهُ وَالطَّاقَةَُ تُشكِلُ ثالُوثَاً مُتَلَاَزِماً إِلَى حَدِّ كَبِيرٍ. وَيَتَطَلَّبُ رَفْعُ هَذَا التَّحَدِّي درجةً عَالِيَةً مِنَ التَّنْسِيقِ وَالتَّكَامُلِ الْمُؤَسِّسِيِّ بَيْنَ قِطَاعَاتِ الْبِيئَةِ وَالْمِيَاهِ وَالزِّرَاعَةِ فِي الْبَلَدِ الْوَاحِدِ، وَقَدْ خَطَّتْ بَعْضُ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ خُطْوَاتٍ هَامَّةٍ وَجَادَّةٍ فِي هَذَا الْاِتِّجَاهِ، تُذكر فَتشكر. وَيَبْقَى تَغَيُّرُ الْمُنَاخِ، وَمَالَهُ مِنْ آثَارٍ عَلَى تَرَاجُعِ مُسْتَوِيَاتِ الْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ، ذَلِكَ الْهَاجِسَ الَّذِي أَصْبَحَ يُؤَرِّقُ جَمِيعَ دُوَلِ الْعَالِمِ، وَأَمَلَّنَا وَطِيدٌ أَنْ يَكُونَ اِتِّفَاقُ باريس الْمُبْرِمَ خِلَالَ شَهْرِ ديسمبرِ الْأَخِيرِ اِنْطِلَاقَةً جَدِيدَةً لِجُهُودِ جَادَّةٍ سَتَمْكِنُ مِنْ تَبْدِيدِ الْمَخَاوِفِ فِي هَذَا الشَّأْنِ. هَذَا الْاِتِّفَاقُ الَّذِي نصَّ عَلَى اِلْتِزَام بِخَفْضِ اِرْتِفَاع الْحَرَارَةِ بِأَكْثَرُ مِنْ دَرَجَتَيْنِ مِئَوِيَّتَيْنِ وَكَذَلِكَ زِيَادَةُ الْمُسَاعِدَاتِ الْمَالِيَّةَِ لِدُوِّلَ الْجَنُوبِ وَتَحْفِيزُ نقلِ التِّكْنُولُوجِيا الآمنة بيئياً إِلَيهَا. سِيَادَةُ مُسَاعِدُ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ أَصِحَابُ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ الْحُضورُ الْكَرِيمُ وَعَيَّاً مِنَ الْمُنَظَّمَةِ بِأهَمِّيَّةِ مقدراتِ الْوَطَنِ الْعُرْبِيِّ مِنَ الثَّرْوَةِ الْحَيَوَانِيَّةِ، الَّتِي لَمْ تَنلْ بَعْدَ مَا تَسْتَحِقُّ مِنَ اِهْتِمَامٍ ضِمِنَ الْعَمَلِ الْعَرْبِيِّ الْمُشْتَرِكِ، حَتَى يَتمَّ اِسْتِغْلَاَلُهَا بِشَكْلِ يضمنُ تَثُمِّينَ عَائِدهَا بِالنِّسْبَةِ لِلدُّوَلِ الْمُنْتِجَةِ، وَيُعَزِّزَ التِّجَارَةَ الْبَيْنِيَّةَ الْعَرَبِيَّةَ فِي هَذَا الْقطَاعِ، فَقَدْ أَدَرَجَنَا هَذَا الْمَوْضُوعَ، ضِمْنَ أَوْلَوِيَّاتِنَا، حَيْثُ نَعْكِفُ حَالياً عَلَى إِنْجَازِ دَرَّاسَةٍ لِإِنْشَاءِ مَجْمِعٍ عَرْبِي لِتَحْضِيرِ تَصْدِيرِ الْموَاشي السُّودَانِيَّةِ الْحَيَّةَِ إِلَى الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ لِكَيْ نُقلِصَ الْعَجُزَ فِي اللُّحُومِ الْحَمْرَاءِ عَلَى الْمُسْتَوَى الْعُرْبِيِّ الَّذِي تَبْلُغُ قِيمَتُهُ حَوَالِي أَرْبَعَةِ مِلْيَارَاتِ دُولَارٍ. وَمِنْ مُنْطَلِقِ قَنَاعَتِنَا كَذَلِكَ بِأَنَّ الْاِكْتِفَاءَ الذَّاتِيَّ الْعُرْبِيَّ مِنَ الْأَسْمَاكِ أَصْبَحَ مُهَدِّداً بِالتَّرَاجُعِ، إِذَا ظَلَّ مَحْصُوراً فِي الْمَصَايِدِ الطَّبِيعِيَّةِ، فَقَدْ أَدَخَلَنَا ضِمْنَ بَرَامِجِ عَمَلِ الْمُنَظَّمَةِ، تَرْبِيَة الْأَحْيَاء الْمَائِيَّةِ كَأحَدِ الْمُحَاوِرِ الرَّئِيِسيَّةِ لِلْعَمَلِ الْعُرْبِيِّ الْمُشْتَرِكِ مُتَطَلِّعِينَ إِلَى زِيَادَةِ الْإِنْتَاجِ السَّمَكِيِّ الْعُرْبِيِّ عَنْ طَرِيقِ تِقْنِيَّاتِ تَرْبِيَةِ الْأَحْيَاءِ الْمَائِيَّةِ فِي الْعُشُرَيْنِ سَنَة الْقَادِمَةِ مِنْ حَوَالِي مِلْيُونِ طُنٍّ إِلَى سِتَّةٍ مَلَاَيِين طُنٍّ. كَمَا تِبْنِيُّنَا مِنْهَجَ إِنْشَاءِ الشَّبَكَاتِ الْعَرَبِيَّةِ الْمُتَخَصِّصَةِ بِوَصْفِهَا آلِيَّاتٍ تَنْظِيمِيَّةٍ فَعَالَةٍ، لِتَنْفِيذِ بَرَامِج وَأَنْشِطَةٍَ مُسْتَمِرَّةٍ مُحَدِّدَةٍ الْمَدْخلات وَالْمُخْرِجَات وَتَسْهُلُ التَّوَاصُلُ وَنُقَلُ الْمَعْلُومَاتِ بَيْنَ الْمُخْتَصِّينَ، وَقَدْ غَطَّتْ هَذِهِ الشَّبَكَاتُ حَتَّى الْآنَ، قِطَاعَاتِ مِثْلُ الْموَاردِ الْوِراثِيَّةِ النَّبَاتِيَّةِ وَالْحَيَوَانِيَّةِ، وَالْمَرَاعِي وَالنُّهُوضِ بِتَرْبِيَةِ النِّحَلِ الْعَسَلِ إِلَى جَانِبِ الشّبكةِ الْعَرَبِيَّةِ للمرأة الرِّيفِيَّةِ وَالْبَدَوِيَّةِ وَالسَّاحِلِيَّةِ. كَمَا تَوَفّقنَا بِإِذْنِهِ تُعَالَى فِي إِحْدَاثِ شبكةِ لِهَا أهَمِّيَّةٌ خَاصَّةٌ فِي زِيَادَةِ التِّجَارَةِ الْبَيْنِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ فِي السِّلَعِ الزِّرَاعِيَّةِ بِشَقِيِّهَا النَّبَاتِي وَالْحَيَوَانِي وَهِي الشّبكةُ الْعَرَبِيَّةُ لِلتَّسْوِيقِ الزِّرَاعِيِّ، وَقَدْ تُمَّ إِصْدَارُ نُظُمٍ وَلَوَائِحَ استرشاديةٍ فِي أَغلبِ هَذِهِ الْمَجَالَاتِ فِي هَذَا السِّيَاقَ. سِيَادَةُ مُسَاعِدُ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ أَصِحَابُ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ الْحُضورُ الْكَرِيمُ إِنْ مُنَظَّمَتَكُمْ، عَلَى اِسْتِعْدَادٍ لِتَكُونَ الشَّرِيكَ الْخَارِجِي الْأَوَّلَ لِبُلْدَانِهَا الْأَعْضَاءِ، فِي مَجَالَاتِ تَقْديم الْعُونِ وَالْمَشُورَةِ وَالْخَبِرَةِ، تَمَشِّيَاً مَعَ روح الرِّسَالَةِ الَّتِي حُدِدَتْ لَهَا وَالْأَهْدَافِ الَّتِي أَنُشِّئَتْ مِنْ أَجَلِهَا، وَلَا شك ّ أُنَّ الْمُبَادَرَاتُ الْعَرَبِيَّةُ الَّتِي أَطَلِقَتْ خِلَالَ الْفترةِ الْأَخِيرَةِ تَشْكَلُ الْإِطَارَ الْأَمْثَلَ لِهَذِهِ الشِّراكَةَ، وَنَذْكُرُ مِنهَا عَلَى سَبِيل الْمَثَّالِ وَلَيْسَ الْحُصُرُ مُبَادِرَةَ الْمُلَّكِ عُبِدَ اللَّه لِلْاِسْتِثْمَارِ الزِّرَاعِيِّ السُّعُودِيِّ فِي الْخَارِجِ، وَمُبَادَرَةَ الرَّئِيسِ الْمُشِيرِ عُمِرَ حسْن أَحَمْد الْبَشير لِلْاِسْتِثْمَارِ الزِّرَاعِيِّ الْعُرْبِيِّ فِي السُّودَانِ مِنْ أَجَلْ الْأَمْنَ الْغِذَائِيِّ الْعُرْبِيِّ وَمُبَادَرَةَ الْمَغْرِبِ الْأَخْضَرِ وَمُبَادَرَةَ فَخَامَةِ الرَّئِيسِ عبد الْفتاح السيسي لِاِسْتِصْلَاَحِ أَرْبَعَةِ مَلَاَيِينَ فَدَّانٍ، وَبَرْنَامَج التَّجْدِيدِ الْاِقْتِصَادِيِّ الْفِلَاَحَِيِّ فِي الْجَزَائِرِ، وَالْمُبَادَرَةَ الزِّرَاعِيَّةَ لِلْحُكُومَةِ الْعِراقِيَّةِ، وَكَذَلِكَ بَرْنَامَج تَرْبِيَةِ الْأَحْيَاءِِ الْمَائِيَّةِ و بَرْنَامَجَ النُّهُوضِ بِالْإِنْتَاجِ الْحَيَوَانِيِّ فِي سَلْطَنَة عَمَّان. كمَا نَتَطَلَّعَ كَذَلِكَ وَبِكُلُّ رَحابَة صَدْرٍ، إِلَى التَّعَاوُنِ مَعَ وِكَالَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ وَغَيْرِهَا مَنِ الْجِهَاتُ الْإقْلِيميَّةِ وَالدَّوْلِيَّةِ - الَّتِي نَلْتَقِي مَعهَا فِي الْأَهْدَافِ - فِي جَوٍّ مَنِ الْحِرْصِ الْمُشْتَرِكِ عَلَى الْمَصْلَحَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاِحْتِرَامِ مَشْمُولَاتِ الْمُنَظَّمَةِ بِوَصْفِهَا الْجِهَةِ الَّتِي أسندَ لهَا الْقَادَةُ الْعَرِبُ تَنْسِيقَ الْعَمَلِ الْقَوْمَِيِّ الْعُرْبِيِّ الْمُشْتَرِكِ فِي مَجَالِ الزِّرَاعَةِ وَالْأَمْنِ الْغِذَائِيِّ.
سِيَادَةُ مُسَاعِدُ رَئِيسِ الْجُمْهُورِيَّةِ أَصِحَابُ الْمَعَالِي وَالسَّعَادَةِ الْحُضورُ الْكَرِيمُ اسمحوا لِي قَبْلَ نِهَايَةِ كَلَمْتِي هَذِهِ، أَنْ أُجَدِّدَ لَكُمْ الشُّكْرَ وَأَشْكَرَ مِنْ خِلَالكُمْ بَلَدَكُمْ الْعَزِيزَ الْكُوَيْتَ عَلَى رئاستها الْجَمْعِيَّةََ الْعَامَّةََ خِلَالَ الْفترةِ الْمُنْصَرِمَةِ، وَهُوَ مَا شكل مُؤَازَرَةً كَبِيرَةً لَنَا فِي كُلِّ الْعَمَلِ الَّذِي قُمنَا بِهِ، وَالشُّكْرُ مَوْصُولٌ كَذَلِكَ إِلَى أَصِحَابِ الْمَعَالِي رَئِيسِ وَأَعْضَاءِ الْمَجْلِسِ التَّنْفِيذِيِّ عَلَى مَا لَقَّيْنَاهُ لَدَيهُمْ مِنْ دَعْمٍ، وَكَذَلِكَ لِكَافَّةِ أَصْحَابِ الْمَعَالِي أَعْضَاءِ الْجَمْعِيَّةِ الْعَامَّةِ الْمُوَقِّرَةِ. لَكُمْ مَنَّا جَمِيعَاً سِيَادَة رَاعِي الْحُفَّلِ جَزِيلُ الشُّكْرِ وَعَظِيمُ التَّقْديرِ، و عَمِيقُ الشُّكْرِ وَالْعِرْفَانِ بِالْجَمِيلِ لِلسُّودَانِ.
دُمْتُم جَمِيعَا فِي حِفْظ اللَّه وَرِعَايَتِهِ،،
وَالسّلَامُ عَلَيكُمْ وَرحمة اللَّهِ تَعَالَى وبركاته
|
|
|||||||||||||||||||||
جميع الحقوق محفوظة - المنظمة العربية للتنمية الزراعية 2016 © |